ستة وعشرون عاماً على رحيل "صائد الشاباك".. ضربة لن ينساها الاحتلال!

توافق هذه الأيام الذكرى السادسة والعشرون على رحيل الشهيد عبد المنعم أبو حميد الذي قام بعمليةٍ نوعية في تاريخ النضال ضد الاحتلال، نال على إثرها لقب "صائد الشاباك".

نشأة الشهيد

ولد المجاهد القسامي أبو حميد في مخيم الأمعري عام 1970 لعائلة مهاجرة من بلدة السوافير الشمالية كانت قد انتقلت إلى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة قبل هجرتها مرة أخرى عام 1970 لأسباب اقتصادية إلى منطقة رام الله.

اعتقاله

تميز الشهيد حميد بالتفوق في دراسته، والتزامه الديني، فقد شارك في الانتفاضة الأولى وأصيب فيها في ساقه، ومن ثم اعتقل عامين ونصف بعد قيامه بإخفاء المجاهد أشرف بعلوجي منفذ عملية الطعن في يافا والتي قتل خلالها ثلاثة من الصهاينة.

بعد خروجه من السجن التحق بجامعة بيرزيت كلية الآداب، واعتقل في سنته الأولى لمدة ثلاثين يوما، قام خلالها وبخطة مسبقة مع كتائب الشهيد عز الدين القسام باختراق جهاز الشاباك الصهيوني عن طريق الموافقة على التعاون معهم.

عقد شهيدنا لقاء مع ضابط المخابرات المسؤول عن منطقة رام الله، ضابط الشاباك الصهيوني « نوعم كوهين » ، ليتم اغتيال الضابط في عملية قسامية معقدة .

حين ينقلب السحر على الساحر

لم يكن يوم 13/4/1994 يوما عاديا على مخابرات الاحتلال، فقد أشرقت شمس ذلك اليوم والوجوم يلف كل قادتهم، صفعة لم يكونوا يتوقعونها، فالنهار الذي انتظروا فيه اصطياد عدد من كوادر المقاومة ليظهروا على شاشات التلفزة معلنين نصرا على المقاومة، عاجلتهم المقاومة بضربة لم يتوقعوها.

حيث سرد الأسير المحرر علي العمودي تفاصيل العملية قائلاً: "تمّ وضع خطة معينة ومحكمة، وبناءً على هذه الخطوة تمّ التنفيذ، فكمنّا في مكان خلف سور بجانب الطريق، وكان الشهيد "عبد المنعم أبو حميد" في المكان الذي سيكون فيه اللقاء واتفقنا معه على إشارة معينة، وعند وصول الضابط يعطينا هذه الإشارة لنقوم بعملية إطلاق النار ".

وأضاف "سارت خطوات تنفيذ العملية حسب ما رتّب لها، وأخذنا الإشارة ووزّعت المهام، وقمنا بإطلاق النار الكثيف مجرد وصول سيارة ضابط الشاباك، فأطلقنا عليه نحو (130 رصاصة)، كما أطلق الشهيد "عبد المنعم" النار من مسدسه تجاه الضابط ".

وأوضح أن الشهيد "عبد المنعم" قام بسحب المسدس وإطلاق النار على ضابط المخابرات وعندها ترجّل الضابط من السيارة وأصبح في الشارع فخرجت برفقه الشهيد "عبد الرحمن حمدان" وقمنا بإطلاق النار على الضابط، مضيفاً "بعدها انسحبنا من المكان، وسمعنا في الأخبار نتائج العملية، والتي كانت مقتل ضابط المخابرات وإصابة الاثنين الذين كانوا معه إصابات خطيرة، أحدهم في رأسه وكتفه والآخر في رأسه وصدره ".


رحلة المطاردة

بدأت رحلة المطاردة للمجاهد عبد المنعم أبو حميد بعد العملية مباشرة ، ليلقب بــ “صائد الشاباك” وفي تلك الأثناء قام الشهيد عبد المنعم بالاتصال براديو العدو وإبلاغهم أنه ومجموعته هم المسؤولون عن تصفية الضابط في أحد أحياء المنطقة الصناعية القديمة القريبة من قرية بيتونيا جنوب رام الله.

رحيل المجاهد

بعد مطاردةٍ لأشهر تمكن الشاباك من قتل أبو حميد (الملقب بصائد الشاباك). ففي مساء 31/5/1994 قامت وحدة خاصة ارهابية من "المستعربين الصهاينة" بإعدام الشهيد عبد المنعم وكان يرافقه القسامي زهير فراح في بلدة الرام بالقرب من القدس المحتلة.

وقام "المستعربون" بإطلاق 6 رصاصات على رأس الشهيد و17 على صدره كما فعلوا ذلك في رفيقه في الجهاد زهير.

كلمات مفتاحية : - أبو حميد - رام الله
مشاركة عبر :